تكتبها الدكتورة … نورة بنيحيى
كانت تنظر إلي بمحبة كبيرة، و الإبتسامة تعلو شفتيها، ظللت أحدق فيها لعدة دقائق، أقرأ تفاصيل وجهها..كل ملامحها توحي بأنها تكن لي مشاعر صادقة…لكن كلما أشحت بعيوني لثواني لأعود لأنظر إليها من جديد، أجد شبح نظرة مخيفة سرعان ما تختفي لتترك مكانها لنظرة الحب..أغمظت عيناي و أصغت السمع جيدا..فالذي لم تكن تعرفه هذه الصديقة التي دخلت لحياتي مؤخرا أنني أستطيع سبر أغوارها..و أنه لا يكفي أن ترسم إبتسامة مصطنعة و نظرة محبة لأصدق فعلا أنني أعني لها شيئا…ركزت أكثر..و كلما فعلت أسمع صوتا…كان في الأول غير مفهوم..لكن رغبتي في قطع الشك باليقين كانت أقوى..أغمضت عيناي أكثر فأكثر إلى أن أصبح الصوت واضحا…كان صوتها و هي تفكر..أكاد أسمعها و هي تضحك بداخلها و تقول مع نفسها..لو تعلمين كم أحتقرك و أشفق على غبائك الذي جعلك تصدقين أن واحدة مثلي يمكن أن تصادق واحدة مثلك…إنتفضت فزعة و لم أستطع أن أستمر في الإستماع أكثر فأكثر من فرط صدمتي..فتحت عيناي على وقع يدها و هي تزيح شعرة من على عيني بطريقة أرادت لها أن تظهر حنونة و محبة، شعرت بالتقزز منها و من نفسي التي كنت قد منعتها منذ سنين طويلة من تكوين صداقات..لكنها و في غفلة مني عصت أمري..تراجعت للوراء لأنني لم أشأ أن تلامس يدها جبيني فلقد كنت أشعر بالغثيان من مجرد التفكير فيما سمعته و تناقضه مع ما آراه…بحثت عن حقيبة يدي و إرتديت معطفي الأسود…و بإبتسامة ساخرة..قلت لها وداعا سيدتي…فأنا لست ممن يصادقون أمثالك..