اخبار

تحول الزمن وتغير مفهوم الصحافة: بين الهواية والمهنة


بقلم : أحمد الزوبن


عندما نلقي نظرة على الواقع الحالي نجد أن تكنولوجيا المعلومات والانترنت قد غيّرت وجه المجتمع بشكل جذري. وفي هذا السياق لم يكن لمجال الصحافة استثناء من هذا التحول الكبير، إذ يمكننا القول بوضوح أننا نعيش في زمن أصبح فيه الجميع، أو تقريباً، صحفيين.

كانت الصحافة في العصور القديمة والوسطى حكرًا على القلة المختارة التي تمتلك المهارات والأدوات لجمع الأخبار ونقلها للعامة، لكن مع تطور وتوسع وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات النشر الرقمي أصبح من السهل على أي فرد أن يشارك أخباره وآرائه مع العالم بسهولة فائقة.

هذا التحول قد أتاح الفرصة للجميع للتعبير عن أنفسهم ومشاركة آرائهم وأخبارهم ومع ذلك يجب أن نعترف أيضًا بأن هذا التطور قد أثر على مفهوم الصحافة كمهنة تحتاج إلى المهارات والأخلاقيات والمعرفة الواسعة.

التحول الحاصل قد أثر في تقديرنا على دور الصحفي التقليدي الذي يعتمد على تحقيق الحقائق وتقديم الأخبار بمهنية وحياد، اليوم، ومع وجود تدفق هائل من المعلومات من مصادر متعددة ومختلفة الجودة، أصبحت مهمة التمييز بين الأخبار الموثوقة والمعلومات الزائفة أمرًا صعبًا أحيانًا.

من هنا يتجلى دور وسائل الإعلام التقليدية والمؤسسات الصحفية المحترفة بوضوح، ففي عالم اليوم الذي يشهد انتشار الأخبار الزائفة والتضليل، يبقى دور الصحافة الحقيقية في تقديم المعلومات الموثوقة والتحقق من صحة الأخبار أمرًا حيويًا لضمان نقل الحقيقة والوقوف ضد تفشي الشائعات.

لذلك، في هذا الزمن المليء بالتحديات يجب أن نعترف بأن الجميع يمتلكون القدرة على نقل الأخبار، ولكن الصحافيين المحترفين ما زالوا يمثلون الركيزة الأساسية في الكشف عن الحقائق ورصد التطورات والمساهمة في توجيه النقاش العام.

نحن في عصر يمكن فيه للجميع أن يصبحوا “صحفيين”، ولكن مهنة الصحافة لا تزال تحتاج إلى الاحترافية والتفرغ والتفاني لتحقيق الرسالة الحقيقية للصحافة: نقل الحقيقة وتوجيه الضوء على القضايا المهمة في مجتمعنا.

شارك المقال شارك غرد إرسال