اخبار

فتيحة التويجر…نكتب تجنبا للموت وتفاديا للنسيان

حاورتها: نادية الزوين

شاعرة، كاتبة مغربية ،تنتمي إلى أسرة معظم أفرادها شعراء ومسرحيين أكدوا حضورهم في مشهد الكتابة، فكان قدر فتيحة التويجر أن تولع بالكتابة التي وجدت فيها ذاتها الإنسانية والروحية، فأعطت للشعر الذي تكتبه لذة وخصوصي متميزة.

كان لنا معها هذا الحوار الذي أتمنى أن ينال إعجابكم.

 1-  انت شاعرة وزجالة ومسرحية ما سبب توجهك والتنويع في الكتابة الادبية؟لمن تنحازين أكثر للشعر ،الزجل ام المسرح؟ 

إكتشاف الذات أمر صعب ولعل الانكسارات والإحباطات التي نعيشها توجب علينا حتما المحاولة والمغامرة… الحياة لا تستقيم إلا اذا خطط لها بخط التحدي والمجازفة حتى تنبعث من رمادها وكل خطوة إلى الامام تطوي وراءها زمن من الفشل وتضعنا في الجزء المشرق من النجاح …

وعن تجربتي المتواضعة في مجال الكتابة  سيدتي اقول لا بد لأي توهج ينير طريقنا من طاقة تغدي الروح وانا كنت محظوظة جدا لأني استدميت هذه الطاقة من عائلة اقل ما اقول عنها أنها تقرأ …وسط يعيش التنوع في الشعر والمسرح والرياضة الوالد عاش مولعا بالقراءة عاشقا للفن بكل مشاربه … وكبير الاسرة هرم في المسرح تتلمذت على يديه وعشقت الركح بهوس كبير… خضعت للكثير من  التدريب والتكوينات المنظمة حول تقنيات الكتابة المسرحية وشاركت في العديد من الورشات حول تكوين الممثل واشتغلت في مجال السينوغرافيا مما اهلني لامتلاك بعض من أدوات الاشتغال ومن المشاركة بعروض مسرحية إقليميا وجهويا ووطنيا….

مارست فعل الكتابة مبكرا بكتابات خجولة  لكنني كنت اجدني مسكونة بهوس الحرف.. القصيدة تكتبني …تشبع هذا الاغتراب الذي يعتريني …الزجل  يأتيني في موعده …شيطان يتربص بي يخرج من داخلي من عوالمي المهووسة بالبوح  …..جميعها عناصر بلورت تجربتي ونظرتي للحياة…وأعطت هذا التنويع في الكتابة….

لا استطيع ان أنحاز لشكل إبداعي دون اخر فحيثما وجدتني اكون إيمانا مني أنني أمارس فعل الكتابة كي أبقى وكي لا يصدأ ما بداخلي شعرا كان ام نصا مسرحيا فمن خلالهما أرى الجمال والحب وأعيشهما…كلها مجالات للإبداع ومخزونا هائلا من الصور والمفردات المفعمة بمشاعر قوية بغض النظر عن القالب الذي يحتويها…

2- ايهما أكثر غنى من حيث الإيقاعية، الشعر العربي القديم  ببنيته العمودية ،ام الشعر العربي ببنيته التفعيلية؟

لا أرى أي صراع بين أنماط الكتابة سواء كانت شعرا ببنية عمودية او شعر التفعيلة 

الشعر إحساس أصيل وصادق نتاج إبداعي إنساني يخترقنا بكل تجلياته ونستمتع به بنفس القدر…

3- يلاحظ أن قصيدة النثر بدأت بالانحسار لحساب شعر التفعيلة  الذي مزال يؤكد جدارته الفنية من حيث الشكل ما رأيك ؟

الشعر عموما دائم التجدد لهذا يظل التفاؤل قائما بمسيرة القصيدة التفعيلية لأنها حتما ستأخذ مسارا مفصليا في تاريخ كتابتها إذ لا خوف عليها….

4-هل الشعر في الوقت الحالي صالح للتعبير ،وقادر على مجارات العصر ،وهل ذلك يتطلب مواهب متميزة ،خاصة ،قادرة على تفجير طاقات تعبيرية جديدة ؟ 

يحضرني هنا جواب  للشاعر الكبير ادونيس  “لا السياسة ولا التجارة تعبران عن هوية شعب .الذي يعبر تعبيرا حقيقيا عن الهوية هو الخلق هو الابداع…. القصيدة هي أسمى وسائل التعبير وأعلى مراتب الأبداع …

والمرحلة الراهنة تقتضي البحث عن الهوية والتي أضحت مهددة أكثر من أي وقت مضى  ما يؤكد جدلا  اننا في أمس الحاجة إلى الشعر بكل مكوناته إذ فيه تكمن ماهية اللغة وهو الفن القادر على حفظ هذه اللغة وعبرها الى حفظ الهوية….

5-هل على الشاعر أن يلتزم دائما بقضايا الوطن والأمة ؟

اكيد في ظل هذه التحديات الكبرى التي يعيشها العالم وهذا التطور التكنولوجي الكبير فالوطن لن يعترف بالضعفاء والفاشلين.

كلنا مطالب بكسب رهانات المستقبل وصون كرامة الوطن كل من موقعه

والشاعر بما يملك من إمكانيات والتي هي حتما أساس العمل الأدبي بصفة عامة والشعر بصفة خاصة ملزم بتسخير ما يملك للدفاع عن قضايا وطنه…

6- غيمات علها تمطر لماذا هذا العنوان ؟

لماذا العنوان

دعيني اهمس لك سيدتي نحن لانكتب الهراء ومن يكتب الهراء فهو خائن نكتب  تجنبا للموت وتفاديا للنسيان وانا اكتب على أمل أن أترك أثرا….أن أترك ظلا….أو حتى مجرد خربشة فوق غبار منسي…فقط لأبقى…

” غيمات علها تمطر” اخترت هذا العنوان بكل التفاؤل الذي امتلكه وبكل إيماني أن مازال هنا ما يستحق أن نعيش لأجله غيماتي كتبت فيها عن الحنين داك الاحساس الغريب المدهش المتهور…

كتبت عن الفقد الذي يصفعنا بوجع شديد ثم كتبت عن الحب كإكسير للحياة وعن الأمل والفرح تلك الأنفاس التي تجعل الحياة أقل وجعا … الغيمات هي الأمل هي الطبيعة التي تحمل والخير  والغيث الذي حتما سيمطر …

– 7 كلمة اخيرة

شكرا للقلب الذي لاينضب ولا ينتهي لهذا الحوار الجميل الذي جعلني على قيد البوح.

شارك المقال شارك غرد إرسال