انطلقت، مساء أمس الخميس بالمركز الثقافي ببنسليمان، فعاليات الدورة الـ 17 للمهرجان الوطني للزجل، المنظمة تحت شعار ”الزجل رافد من روافد الهوية الثقافية المغربية”.
ويروم المهرجان المنظم من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- بشراكة مع مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الارتقاء بالأذواق والتعبير عن تعدد نسيج الهوية المغربية الغنية والمنفتحة والمتعددة الموارد والمصادر.
كما يهدف المهرجان الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 3 نونبر الجاري، تسليط الضوء على فن الزجل باعتباره ركنا رئيسيا في الموروث الثقافي والفني والإنساني للمملكة.
وتميز حفل الافتتاح، الذي استهل بباقة من الأهازيج الفولكلورية، بتكريم الزجالين المغربيين، رضوان أفندي ورشيد العماري، وذلك اعترافا بإسهاماتهما الفياضة في النهوض بهذا اللون الإبداعي من التراث الشفهي.
وبالمناسبة أكدت حفيظة خيي المديرة الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) بجهة الدار البيضاء- سطات، أن دورة هذه السنة تأتي في حلة جديدة وببرنامج غني ومتنوع بمساهمة وانخراط مجلس جهة الدار البيضاء –سطات بشراكة مع الوزارة الوصية.
وأشارت إلى أن هذه الشراكة التي تتوخى تطوير المهرجانات والأنشطة الثقافية بالجهة، مكنت المهرجان من الخروج من معقله مدينة بنسليمان لينفتح هذه السنة على مدن وأقاليم أخرى بالجهة بما في ذلك مدينة آزمور وبن أحمد والدار البيضاء.
وأبرزت أن نسخة هذه السنة، التي ستعرف مشاركة العديد من الزجالين من مختلف جهات المملكة، تتضمن على مدى أربعة أيام برنامجا يشمل قراءات زجلية وسهرات فنية تراثية وتوقيعات دواوين، إلى جانب ماستر كلاس مع الفنان والكاتب المصري مدحت العدل ومحاضرة في موضوع “الزجل في الإبداعات الفنية المعاصرة”.
وأوضحت أن الهدف من المهرجان يكمن في الحفاظ على هذا التراث اللامادي من الاندثار ككنز شفهي، وذلك عبر نقله عبر الأجيال واطلاع الناشئة على مختلف تجليات الزجل وإصداراته الأخيرة، وجعل المهرجان فرصة لتلاقي واحتكاك الزجالين فيما بينهم لمناقشة الكتابة الزجلية وتبادل التجارب.
من جهته، أشاد الشاعر الزجال منير الخاليد من مدينة المحمدية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المبادرة النبيلة التي تجمع الزجالين من مختلف المدن المغربية لمعرفة مستجدات هذا الفن، مؤكدا على ضرورة مضاعفة مثل هذه التظاهرات من أجل التعريف بعطاءات الزجالين وبالتالي الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية.
وفي كلمة لأحد المحتفى بهما ، أشار الزجال والممثل السينمائي رشيد العماري أن هذا التكريم هو تتويج ل14 سنة من مسيرته الفنية، معبرا عن المكانة الخاصة لهذا المهرجان بالنسبة له إذ سبق له أن حصل على 5 جوائز وطنية خلال الدورات السابقة لهذا المهرجان.
واعتبر أن هذا المهرجان يعد مكسبا لمدينة بنسليمان التي ظلت تتميز به لسنوات على صعيد المملكة، منوها في هذا الصدد بالجهود المبذولة من قبل الجهة المنظمة من أجل الحفاظ على هذا الموروث الشفهي اللامادي.
وبحسب المنظمين، فإن المهرجان في دورة هذه السنة، يشكل فرصة لتوسيع رقعة وفضاءات أنشطته بعدما كانت متمركزة بمدينة بنسليمان خلال الدورات السابقة، وذلك بجعله فسحة فنية لإبراز ما تزخر به مدن وأقاليم المملكة، وبالخصوص جهة الدار البيضاء-سطات من غنى التراث الشفوي المتنوع.
وتستضيف هذه الدورة المبدع المصري الكبير الكاتب والسيناريست محمد العدل، بالإضافة إلى أكثر من خمسين زجالا من مختلف ربوع المملكة فضلا عن تنظيم سهرات موسيقية وعروض فنية بمختلف فضاءات المهرجان.