يطالب قدماء ومتطوعو المسيرة الخضراء بالجماعة الترابية أولاد سعيد الواد قصبة تادلة بني ملال، بإحداث مقر جديد يليق بالرمزية التاريخية والوطنية لهذه الملحمة الخالدة، وذلك في ظل الوضعية المزرية للمقر الحالي الذي يُوصف بأنه بناء قديم متهالك، آيل للسقوط وضيق المساحة، مما يحول دون احتضان أنشطة تليق بمقام هذه الفئة التي ساهمت في صناعة حدث استثنائي من تاريخ المغرب الحديث.
ويؤكد قدماء المسيرة أن المقر الجديد يجب أن يكون فضاءً متكاملاً، يتضمن قاعة خاصة للإنصات للخطابات الملكية، وأخرى مهيأة للأنشطة الثقافية والتربوية والتأطيرية، إلى جانب فضاءات لحفظ الوثائق والصور والشهادات الحية التي توثق لمختلف مراحل المسيرة الخضراء.
ويستمد هذا المطلب وجاهته من حجم المشاركة الوازن لأبناء المنطقة في المسيرة الخضراء، حيث بلغ عدد المتطوعين آنذاك نحو مائة شخص من الرجال والنساء، وهو ما يعكس روح الانخراط الجماعي والتشبث الراسخ بالوحدة الترابية للمملكة.
ويرى المعنيون أن إحداث مقر مجهز وذي طابع وطني سيكون بمثابة تكريم مستحق لقدماء المسيرة الخضراء، ورسالة واضحة على اعتزاز الوطن بأبنائه الذين لبّوا نداء الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، مجسدين ملحمة فريدة بصمت بمداد الفخر والاعتزاز في سجل التاريخ المغربي المعاصر.