اخبار

خروج اطفال مركز حماية الطفولة ببنسليمات للشارع لتسول يسائل المسؤولين

مصطفى عفيف

عاد الجدل، من جديد، وسط فعاليات حقوقية وجمعوية حول تدهور الخدمات الصحية والنفسية، الموجهة إلى المرضى النفسيين والقاصرين سواء داخل مركز حماية الطفولة بمدينة بنسليمان أو القاصرين المغادرين طواعية للمركز. وهو وضع أخرج العديد من المواطنين للإعلان، عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن عزمهم رفع شكايات إلى السلطات العليا المختصة بحماية الطفولة قصد التدخل لتوفير الحماية لأطفال مركز إعادة التأهيل وحماية الطفولة ببنسليمان، مطالبين بفتح تحقيق لمعرفة الأسباب التي آلت بهؤلاء القاصرين إلى مواجهة خطر الشارع، حيث تشهد المدينة منذ أشهر وضعا مقلقا بسبب تزايد أعداد القاصرين الهاربين من مركز حماية الطفولة، الذين يتخذون التسول والسرقة وسيلة للعيش، وتعاطيهم مختلف أنواع المخدرات، إذ تتفاقم الظاهرتان لتشويه الوجه الحضاري للمدينة.

وعبر مواطنون وفاعلون حقوقيون ببنسليمان عن قلقهم من تزايد ظاهرة فرار القاصرين من مركز حماية الطفولة وانتشارهم بشوارع المدينة، متسائلين عن دور السلطات الوصية في حماية نزلاء دور حماية الطفولة وعدم تدخلها لمواكبة وتتبع الأطفال خلال مسارهم الدراسي ومساعدتهم في إيجاد أماكن للإيواء بعد استكمال مدتهم القانونية داخل مركز حماية الطفولة وتوفير فرص إعادة التأهيل لهم، حيث ينتهي المطاف بهؤلاء الأطفال للمبيت في أرصفة الشوارع مجبَرين على التسول، مع تورطهم في أعمال سرقة لتأمين قوت يومهم، فضلا عن تعرضهم لمخاطر الاستغلال والعنف، ما يدفعهم نحو عالم الجريمة وتعاطي مختلف أنواع المخدرات.

وتبقى وضعية بعض الأطفال نزلاء مركز حماية الطفولة، الذين يتجاوزون السن القانونية لإقامتهم بالمركز المحددة في 16 سنة والذين يفترض انتقالهم إلى مراكز أخرى للتكوين المهني، لمتابعة مساراتهم المهنية بعد إكمال دراستهم، وضعية غير صحية تتحمل مسؤوليتها السلطات الحكومية المختصة، إذ يجد هؤلاء الأطفال صعوبات في الاندماج في المراكز الجديدة التي ينتقلون إليها، وهو ما يدفعهم إلى العودة من جديد إلى مركز الطفولة ببنسليمان الذي يبقى عاجزا عن إيوائهم.

وطالبت بعض الفعاليات بإيفاد لجن مركزية للتحقيق في ما أسمته بسوء التسيير وسوء المعاملة، والتلاعب في الهبات، والعنف اللفظي والجسدي، وغياب المقاربة السوسيو- تربوية بمركز الرعاية، والتحقيق في خروج أطفال دون 16 سنة يبقون تحت مسؤولية المركز للشارع العام وممارسة بعض الأمور غير قانونية والعودة للمركز، والتحقيق كدلك في بعض الاختلالات والتجاوزات داخل مركز حماية الطفولة ببنسليمان، من بينها الاكتظاظ، من خلال تكديس أطفال في غرفة واحدة دون احترام المعايير المحددة في أربعة أطفال داخل كل غرفة، وخلط الأعمار بتجميع الأطفال الصغار مع الكبار في الغرف ذاتها، ما يزيد من مخاطر التحرش.

وبخصوص وضعية النزلاء، أكد زكرياء بندالي، مدير مركز حماية الطفولة ببنسليمان، في اتصال أجرته معه «الأخبار» قبل أيام، أن المركز ليس مؤسسة سجنية ولا يتم تقييد الأطفال فيه بتعليمات في هذا الصدد، مشيرا إلى أن ظاهرة فرار الأطفال من المؤسسة تعود بالأساس إلى كون العديد منهم في حالة إدمان على تناول المخدرات.

وأوضح المسؤول ذاته أن المركز في حاجة إلى تدعيم إدارته بأطر جديدة وتخصيص المزيد من الدعم المادي لتحسين جودة الخدمات الموجهة للأطفال، حيث تتنوع الحالات الوافدة على المؤسسة بين أطفال ضحايا الطلاق ووضعية الشارع، وهم الأطفال الذين تسجل حالات فرار في صفوفهم.

شارك المقال شارك غرد إرسال