اخبار

ساكنة “فاسيس” تدق ناقوس الخطر الدي يهدد الفرشة المائية من كارثة بيئية صامتة تُطبخ على مهل؟

المشروع البيئي الذي صُرفت عليه الملايير من المال العام، وأُريد له أن يكون جواباً على أزمة النفايات بالإقليم، لم يبدأ أصلاً. تم تدشينه على الورق، واحتفل به في الخطابات، لكنه لم يعمل يوماً واحداً. واليوم، بدل أن يكون مطرحاً مراقباً، صار أطلالاً مهملة، وأحلاماً تبخرت، وأموالاً تبعثرت.

الخطير أن الحوض الرئيسي، الذي كان مغطى بمادة عازلة تمنع تسرب العصارة القاتلة (الليكسيفيا)، تعرض للتلف والتخريب قبل أن يُستغل. أي منطق هذا؟ كيف يُعقل أن مشروعاً بهذه الضخامة لا يُفعَّل، في حين أن تجهيزاته تتعرض للتدمير والنسيان؟

العصارة القاتلة التي كان يفترض احتواؤها في الحوض، هي سم بطيء:

ان اشتغل ستتسرب إلى التربة لتلوث الفرشة المائية.
تهدد صحة الساكنة بأمراض خطيرة.
تترك الأرض عارية أمام أخطر أشكال التلوث.

فأين وزارة الداخلية التي ساهمت بملايير؟ أين كتابة الدولة المكلفة بالبيئة؟ أين المجمع الشريف للفوسفاط الذي وضع الأرض رهن الإشارة؟ أين المنتخبون الذين صفّقوا عند التدشين، ثم صمتوا عند الخراب؟

إننا أمام مشروع لم يولد قط. وها هي تجهيزاته تتعرض للنهب والتلف، وها هو الحوض العازل يتمزق قبل أن يستقبل أول طن من النفايات. أليس هذا عبثاً؟ أليس هذا هدراً صارخاً للمال العام؟
السؤال اليوم إلى السيد عامل إقليم خريبكة، هشام المدغري العلوي:

من المسؤول عن هذا الإهمال؟
من يحاسب على الملايير التي صرفت في الهواء؟
من يحمي ساكنة فاسيس من سم العصارة القاتلة؟
وهل سنرى يوماً لجنة تحقيق حقيقية تكشف خبايا هذا الملف؟

المشروع لم يبدأ، ولم يعمل، وها هو اليوم في حكم الميت. لكنه موت غريب: موت بتخريب مُسبق، موت يُهدد الحياة بدل أن يحمي البيئة.

فهل سيفتح التحقيق؟ أم ستبقى فاسيس شاهداً إضافياً على مشاريع تُدشَّن ولا تُستغل، على أحلام تُعلن ولا تتحقق، وعلى مال عام يُهدر بلا حسيب ولا رقيب؟

شارك المقال شارك غرد إرسال