مصطفى عفيف
تعاني الشبكة الطرقية بتراب إقليم برشيد مجموعة اختلالات ومظاهر إهمال، وهي وضعية يصعب معها على مستعملي العربات المرور بها. الطريق الإقليمية رقم P3606، المعروفة بطريق الكارة، والرابطة بين الطريق الوطنية رقم 11 بجماعة رياح على مسافة 18 كيلومترا في اتجاه الكارة، عنوان واضح للإهمال والتهميش وعدم قيام وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، أو الجماعات الترابية التي تمر تلك الطريق بنفوذها الترابي، منها جماعات جمعة الرياح، أولاد صباح والكارة، بأي تدخل من أجل الإسراع بإخراج الطريق إلى حيز الوجود أو برمجتها ضمن أجندة وزارة التجهيز للقيام بالترميمات والإصلاحات الضرورية لإعادة تقوية وتأهيل الطريق المذكورة.
يذكر أن هذا المقطع، الذي يعتبر طريقا رئيسيا بين سطات والكارة، أنجز في التسعينات من الإسمنت المسلح، على طول 18 كلم، يعرف كثافة مرورية لعدد من الشاحنات ذات الوزن الثقيل والآليات الضخمة ذات الحمولة الكبيرة، وهو ما ساهم، مع مرور الوقت، في تدهور الطريق، حيث تلاشت البنية التحتية وتآكلت جنباتها ببعض المقاطع، وهو ما يجعل مرور السيارات والعربات ذات الوزن الثقيل مهمة جد صعبة، في وقت تعرف هذه الطريق تسجيل أكبر نسبة في حوادث السير المميتة، بالرغم من عمليات الإصلاح الترقيعية.
وتزداد خطورة هذا المقطع بعد تكاثر التشققات بقارعة الطريق والحفر بسبب انعدام الإصلاح والصيانة، حيث لم يعد بإمكانها تحمل كثافة المرور المرتفعة وكذا تنقل الآليات ووسائل النقل ذات الحجم والحمولة الكبيرين، بسبب تشقق الإسفلت بقارعة الطريق، ما نتجت عنه حفر كثيرة وعميقة أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على مستعملي المقطع الطرقي المذكور، وهو ما خلق متاعب ومحنا كبيرة للسائقين الذين أصبحوا يجدون صعوبة كبيرة في استعمال الطريق المذكورة.
ويضطر السائقون، أمام هذا الوضع المتردي، إلى السير في بعض النقط ببطء شديد والانحراف باستمرار بحافة الطريق نفسها تفاديا لوقوع اصطدامات مع باقي العربات التي تكون تسير في الاتجاه نفسه أو في الاتجاه المعاكس، في وقت أصبح عدد من مستعملي الطريق ذاتها، وخاصة النقل الجامعي المدرسي المتوجهين نحو سطات، يضطرون لتغيير الطريق عبر برشيد أو بن احمد بالرغم من مضاعفة المسافة.
هذا وعاينت «ليك بريس» حجم المعاناة التي يتكبدها مستعملو الطريق المذكورة بسبب وضعيتها المتردية وغياب علامات التشوير العمودية والأفقية، وخاصة العلامات التي تحدد الوزن المسموح به للمرور عبر الطريق المذكورة، سيما أن الشاحنات المسموح لها بالمرور تكون محملة بوزن يزيد عن الوزن المسموح به خلال إنجاز هذه الطريق ما ساهم في تدهور وضعيتها.
وضعية الطريق الإقليمية رقم P3606، وخاصة بالمقطع بين جمعة الرياح والكارة تسائل المسؤولين عن وزارة التجهيز والجماعات الترابية، وهي الوضعية التي كانت موضوع سؤال كتابي وضعه البرلماني طارق قديري، عن الفريق الاستقلالي، سنة 2018، لوزير التجهيز والنقل حول وضعية الطريق رقم 3606، وهو السؤال الذي لازال ينتظر جواب وتدخل الجهات المسؤولة.
وطالب سكان وفعاليات المجتمع المدني بالمنطقة، في لقاء مع «الأخبار»، بفك العزلة عنهم وإصلاح مقطع الطريق، محملين المسؤولية في ذلك لوزارة التجهيز والمصالح التقنية بعمالة برشيد والمجالس الترابية التي تمر بها.
