في تجربة فنية غير مسبوقة، تحتضن مدينة مشرع بلقصيري الدورة الأولى من المهرجان الدولي لفنون الشارع، بمشاركة فرق دولية من عدة بلدان، إلى جانب جمعيات محلية أبدعت في تقديم لوحات فنية تجمع بين التراث والحداثة.
تحولت المدينة إلى مسرح مفتوح يعج بالحركة والحياة، حيث تلاقت الثقافات واختلطت الألوان وتفاعلت الإيقاعات في مشهد احتفالي يُبرز غنى الإبداع الإنساني.
والأجمل في هذه الدورة الافتتاحية، أن الفرق الأجنبية المشاركة لم تكتف بتقديم عروضها فقط، بل أبهرت الحضور وهي ترتدي اللباس التقليدي المغربي بأصالته وتنوعه، من القفطان المغربي الراقي إلى الزي الصحراوي، الغرباوي، الفاسي، الأمازيغي والشمالي، في تجسيد فني راقٍ لوحدة المغرب في تنوعه الثقافي.
كل الشكر والامتنان للسيدة أنوار السعود التي ساهمت في هذا الإبداع الجميل من خلال تزيين الوفود بهذه الأزياء المميزة.
كما تجاوب الجمهور والفرق المشاركة مع أغاني التراث المغربي وأهازيجه، حيث أبدعت مجموعة دومة في تقديم لوحات فلكلورية شعبية أصيلة ألهبت حماس الحضور وخلقت لحظات من البهجة والتفاعل العفوي مع ضيوف المدينة .
ومن أبرز محطات المهرجان، العرض المسرحي المميز “راسي يا راسي” من تقديم فرقة الشموع البيضاء، وهو عمل فني يحمل عمقًا إنسانيًا واجتماعيًا، من تشخيص وإخراج الفنان لمنور محمد، الذي أبدع في تقديم رؤية مسرحية مؤثرة ومختلفة ، نالت استحسان الجمهور وتفاعله.
هذا الحدث يشكل لحظة استثنائية في المسار الثقافي لمشرع بلقصيري، ويؤكد مكانتها كفضاء خصب لاحتضان المبادرات الثقافية الكبرى، خصوصًا تلك التي تنفتح على العالم وتكرّس التنوع الثقافي والفني في الشارع كحق للجميع.كما كان في السابق احتضان المدينة للمسرح الافريقي .
تحية تقدير لكل من ساهم في ميلاد هذه الدورة الأولى: منظمين، فنانين، جمعيات، شركاء، وساكنة بلقصيري التي أظهرت مرة أخرى أنها تنبض بالحياة والفن والأمل.