اخبار

سطات .. دخول جامعي على إيقاع مشاكل السكن والنقل

مصطفى عفيف

مع بداية الموسم الدراسي الجامعي، بجامعة الحسن الأول بسطات، بدأ الطلبة المنحدرون من إقليمي برشيد وسطات وضواحيهما يواجهون مجموعة من الإكراهات، التي من شأنها أن تعيق الدخول الجامعي وتؤدي إلى احتقان للموسم الدراسي مع بدايته.

هذه الإكراهات يلخصها مجموعة من الطلبة والطالبات في العدد غير الكافي لحافلات النقل الجامعي التي تربط بين مدينة سطات وجامعة الحسن الأول، وكذا التعرفة المحددة لكل رحلة، ناهيك عن أن إدارة الشركة، الموكول لها تدبير أسطول النقل الحضري بسطات، الذي يؤمن الرحلات بين الجامعة ووسط المدينة، ما زالت تعول على أسطول متآكل، وهي إكراهات تفتح معها شهية سائقي سيارات الأجرة (الصنف الصغير)، الذين يعمدون إلى الزيادة في ثمن تعرفة النقل، التي تصل في بعض الأوقات إلى 15 درهما، في استغلال للظرفية من طرف بعض سائقي سيارات الأجرة بسطات.

ومع انطلاق عملية تسجيل الطلبة الجدد، الذين يكونون ملزمين بالانتقال إلى المؤسسة الجامعية من أجل إيداع ملفاتهم، تواجه طلبة جامعة الحسن الأول بسطات مجموعة من المشاكل مع النقل ببعض المحطات بالمدينة، منها محطة السماعلة وقصر البلدية والمحطة المتواجدة بالقرب من إعدادية مولاي إسماعيل، حيث يصطف عشرات الطلبة والطالبات في طوابير طويلة ينتظرون حافلات النقل الجامعي، التي تأتي في أغلب الأحيان إلى المحطات الثلاث الأخيرة ممتلئة عن آخرها، ما يجعل الطلبة بين مطرقة الانتظار وسندان سائقي سيارات الأجرة الصغيرة الذين يتربصون بهم.

ولم يقتصر مشكل طلبة جامعة الحسن الأول بسطات على وسائل النقل، بل تعداه ليشمل وككل سنة الارتفاع المهول الذي تعرفه أسعار كراء الشقق والغرف المتواجدة بسطات، والتي تتزامن مع الدخول الجامعي. وهي معيقات تجعل الطلبة الوافدين من مختلف المناطق ومدن أخرى يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على مسكن، خصوصا وأن الحي الجامعي بدوره يعرف اكتظاظا كبيرا بسبب ضعف الطاقة الاستيعابية، إذ يتم إعطاء الأولوية فيه للإناث بنسبة تتجاوز (70 في المائة)، وهو ما يشكل خصاصا كبيرا في الطاقة الاستيعابية. كل هذه الإكراهات، مع كل موسم جامعي، تجعل كلا من وزارة الداخلية ووزارة التعليم العالي، بصفتهما مسؤولتين عن الأحياء الجامعية، أمام امتحان جديد لتفادي الاحتجاجات بسبب عدم استفادة بعض الطلبة والطالبات من السكن بالحي الجامعي.

يأتي هذا في وقت تقوم بعض الجمعيات بإقليم برشيد بتدبير النقل الجامعي، بشراكة مع بعض الجماعات الترابية والمجلس الإقليمي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لحل مشكل التنقل بين برشيد وجامعة الحسن الثاني، لكن هذا الاختيار يبقى غير كاف من حيث عدد الحافلات الذي لا يلبي حاجيات العدد المتزايد في صفوف الطلبة الجامعيين، ما يلزم الجماعات الترابية بتوفير النقل الجامعي لأبناء الإقليم في إطار شراكة مع الجمعيات المهتمة بالمجال من أجل توفير حافلات للنقل الجامعي مع بداية الموسم الجامعي الحالي لفائدة طلبة الجامعة.

وطفت إلى السطح، قبل نهاية الموسم الدراسي الجامعي السنة الماضية، عدة معيقات بتلك الجمعيات تم حصرها في مشاكل مالية ما بات يهدد هذا القطاع بالسكتة القلبية، بعدما أوقفت بعض الجماعات القروية، منها أولاد عبو والغنيميين وبن معاشو، تحويل مساهمتها في دعم النقل المدرسي بذريعة تسييس تلك الجمعيات، كما هو حال جمعية للنقل الجامعي ببرشيد التي تواجه إكراها آخر بين ما هو مالي والبحث عن موقف للحافلات.

شارك المقال شارك غرد إرسال