مصطفى عفيف
تعرف برشيد، منذ شهور، تراجعا كبيرا من حيث النظافة، بعدما سجل انتشار النفايات وتكدسها في العديد من الأحياء والشوارع، إذ لم تعد الحاويات الموجودة قادرة على استيعاب ذلك الركام، الشيء الذي أغضب العديد من الفاعلين الجمعويين الذين طالبوا بضرورة التدخل لوضع حد لهذه الوضعية، خاصة أن بعض الحاويات مكسورة والنفايات تتكدس بشكل كبير، والوضع يزداد تفاقما مع فصل الصيف حيث تصير المدينة عبارة عن مطارح للنفايات المنزلية.
وطالبت فعاليات مدنية، رئيس المجلس الجماعي لبرشيد، بتفعيل دور المراقبة في حق شركة تدبير قطاع النظافة ومدى احترام الشركة المفوض لها بنود دفتر التحملات وكذا تنزيل الغرامات عن الشكايات التي يتلقاها المجلس بخصوص انتشار النفايات المنزلية.
من جانبهم، عبر عدد من عمال شركة «كازا تكنيك» للنظافة عن معاناتهم اليومية جراء النفايات والأزبال ومخلفات الدجاج والأسماك التي ترمى بشكل عشوائي بجانب حاويات الأزبال بعدد من الشوارع والمراكز التجارية، على غرار الحاويات المركونة بمحاذاة سوق «المسيرة» بالمدينة. فرغم قرب الحاويات من أصحاب محلات بيع الدجاج والأسماك، إلا أنهم يفضلون رميها على الأرض دون اكتراث للمواطنين القاصدين هذا المركز التجاري ودون مراعاة لسكان منازل حي «الإمارات»، الذين عبروا، أكثر من مرة، عن استنكارهم للروائح الكريهة والمناظر البشعة للمخلفات النتنة المرمية بشكل عشوائي بالممر المؤدي إلى السوق وإلى حي الإمارات، ما يجعل المارة وسائقي المركبات يمرون فوق مخلفات الدجاج والأسماك.
وكان عدد من سكان حي «الإمارات» والقريبين من سوق ادريس الحريزي والمركز التجاري بشارع عبد الله الشفشاوني وسوق القصبة، طالبوا الجهات المسؤولة بالتدخل من أجل إنقاذ تلك الأحياء من النفايات، سيما مخلفات الدجاج والسمك، بعدما أصبحت تلك الأماكن نقطة سوداء نتيجة تسرب عصارة النفايات من الحاويات.
هذا وعاينت «ليك بريس»، خلال جولتها بعين المكان، مشكل رمي الأزبال بالقرب من حاويات النفايات التي تبدو فارغة أو لا تتجاوز نسبة الملء فيها النصف والأزبال مرمية على الأرض مختلطة بمياه غسل الأسماك والدجاج، في منظر تشمئز منه النفوس في غياب تام لثقافة النظافة والمحافظة على البيئة.
وكانت شركة «كازا تكنيك» حازت صفقة تدبير قطاع النظافة والنفايات المنزلية ببرشيد، سنة 2022، بمبلغ مالي ناهز 26 مليون درهم، وألزم دفتر التحملات الشركة بإدخال أسطول جديد وإحدث آليات ومعدات الجمع والتنظيف، وتجديد الحاويات التحت أرضية بأخرى تستجيب لمعايير الجودة البيئية، مع إلزامها باستثمار العنصر البشري الذي كان يشتغل بالشركة المنتهي عقدها وكذا بتوفير عدد مهم من مناصب الشغل لأبناء المدينة.
وكان طلب عروض تدبير قطاع النظافة ببرشيد عرف تنافسا حادا بين ست شركات، هي «جمباك»، «ميكومار»، «أوزون»، و«إس أو إس»، «كازا تيكنيك» و«ARMA»، حيث، ولأول مرة، تم، في 30 يونيو 2022، الشروع في عملية افتحاص ملفات طلبات العروض المتعلقة بالتدبير المفوض الخاص بالنظافة وجمع النفايات المنزلية، في جلسة عامة بحضور بعض مكونات المجتمع المدني.