اخبار

التسول … من الحاجة إلى الحرفة

بقلم :الحطابي المصطفى

في هذا اليوم … سأنطلق برفقة قلمي، للحديث عن ظاهرة انتشرت في أحيائنا و قرب المساجد، في الطرقات، فأصبحت عمل لمن لا عمل له، أصبحت مقصدا لمن لا مقصد له، فهي شركة لا تحتاج رأسمال، بل كل ما تحتاجه هو ألبست مهترئة، ترك الحياء جانبا، بل حتى رميه، إني الآن أتكلم على التسول، من الحاجة إلى الحرفة.

فيصبح الضحية في غناء فاحش، لكنه لا يتمتع به، فإذا تكلمنا عن التسول كظاهرة، سندرجه كمنظومة مسيرة باحترافية، كما تعلمون أن المتسول له مساحة أو حي يشتغل فيه و لا يمكن لأحد غيره الاشتغال فيه، نعم يشتغل فيه لأن هناك من يستغل عطف الناس عليه، ليبني ثروة كبيرة، فالمتسول ممثل بارع له خطة محكمة، إذ يمكنه أن يصنع عاهة أو يعمل كأنه مريض بمرض مزمن أو تائه يطلب صدقة لكي يعود أو يأكل، لكن عند اليوم الموالي تجده في نفس المكان و بنفس الكلام، كأنه يحفظ سيناريو ليعيد نفس القصة.

للأسف … ما يزعجني هو توظيف الأطفال الصغار الأبرياء، لتعليمهم حرفة التسول، و لا يتدخل الأمن في التحقيق عن هوية الطفل، ربما يكون مسروقا أو متشردا، هنا يجب فهم أن قوتهم اليومي كبير جدا، فهم عصابة منظمة لها هياكل، لا نعلم من يقودها لكنها كما قلت سابقا فإن أتى غريب يدافع صاحب المكان كأنثى الأسد التي تدافع عن بيتها بشراسة، أما من يجتمعون بقرب المساجد فهم كثر، المشكلة هي أنهم يشوشون على الخطبة رغم أن مضمون الأخيرة، بسيط جدا لا يزيد إلا هما على المنصتين.

التسول هو طلب المساعدة المادية من الغير في الشارع، ويتواجد في شوارع العديد من الدول، يعتبر التسول مظهر غير حضاري يعكس صورة سيئة عن البيئة المنتشر فيها، ويتخذ عدة صور وأشكال منها: الادّعاء الكاذب بالحاجة إلى تبرعات لغاية بناء مدرسة أو مسجد، استعمال مستحضرات التجميل في تشويه شكل الوجه؛ لاستعطاف الناس، وغيرها.

يُصنّف التسول على عدة أنواع وهي على النحو الآتي: تسول إجباري، تسول اختياري، تسول القادر، تسول غير القادر، التسول الاحترافي، تسول ظاهر، تسول غير ظاهر، تسول موسمي، تسول طارئ، تسول الجانح.

يتسول الناس لعدة أسباب أهمها: ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في المجتمع، انتشار المظاهر بين الناس بالإضافة إلى غلاء المعيشة، اعتبار التسول تجارة مربحة للبعض بدلاً من العمل، تكاليف العلاج المرتفعة تدفع الأغلبية للتسول، الإدمان على المخدرات تعد عاملاً من العوامل المسببة لهذه الظاهرة، المرض النفسي الذي يعاني منه بعض الأفراد، اتخاذ التسول مهنة متوارثة من الأجداد، الحروب التي بسببها زادت حالات الهجرة والمجاعات، فيعاني المتسولون في الغالب من الفقر والحرمان، كما أنهم أكثر عرضةً للمخاطر، يجب الأخذ في الحسبان أنها ظاهرة تهدد المجتمعات كافة؛ كونها تنتهك عزّة النفس، وترفع نسبة البطالة، وتؤدي إلى الانحلال الفكري والأخلاقي عن طريق قيام العديد من المتسولين بتعاطي المخدرات، وترويج بضاعات مسيئة للأفراد، كما أنها تعد من الأسباب التي تزيد من نسب الجرائم في العالم.

من الغريب … أنهم يخدمون الدولة، كيف ؟ كالمخابرات، يرون الناس، يعلمون من يصلي و من يراقب، يجلبون بعض المعلومات عن أشخاص معينين، فيبقى السؤال : لماذا كل مجموعة في مكان واحد، و لا تغير مكانها حتى تخطئ أو تفضح ؟

لأنه يعرف كل الساكنين هناك، فيحافظ على تقريره اليومي أو الأسبوعي، لن يجدي تدخلنا، بل يجب فرض غرامات على المتسولين، لن يتغير شيء، ليبقى الحال على ما هو عليه و لكم واسع النظر.

شارك المقال شارك غرد إرسال