اخبار

الكتابة الواقعية في الأعمال السينمائية

السينما، التلفاز أو المسرح، هي وسائل إعلامية لمناقشة ظواهر مجتمعية قصد معالجتها، أو لهدف التسلية، يتم الربح منها ماديا، لأن كل عمل له مقابل، فهل يمكن صناعة أفلام أو مسلسلات تتحدث عن أبطال خارقين في هذا البلد المنتكس فنيا؟

هذا السؤال … لغرابته ظل يلازمني طول حياتي، سيظل يخالجني حتى أرى عملا يستحق المشاهدة، هذه المخيلة التي أنعمني الله بها، تفكر في أغلب الأحيان خارج الصندوق، كتابات الأفلام التي أشاهدها أجدها بسيطة، يكتبها المخرج الذي لم يعش في المغرب، يأتي متشبثا بالواقع منغمسا في الدراما و السينما الفرنسية، التي لا تعد مناسبة لشبابنا، ربما تنفع لفيلم قصير يعالج مجتمعا ما، أو إدراك قضية معينة قصد توضيح الرؤيا.

الخيال الواقعي هو تجسيد للواقع بطريقة بسيط رغم الخيال الضعيف، الذي أراه مجرد عمل إلهائي للناس، فالمشاكل الواقعية لا تنتهي …

كقصص الخيانة أو الحب، الولد الذي يبحث عن الحرية المالية، أو البنت التي ترى من واجبها العمل، رد الجميل لأمها حتى تفخر بعنوستها، رغم أن واجبها اتجاه أبناءها اللذين لم تجد أبوهم، أعظم من كل واجب خرافي.

سأعود للتركيز على الكتابة في الأعمال السينمائية و الدرامية، بما أني مشاهد للأعمال الأجنبية و العربية، أرى تطورا كبير للأعمال المصرية، خصوصا عندما يرتكز على رواية أو قصة ناجحة، لأعطي مثالا ب ” الفيلم الأزرق ” و ” ما وراء الطبيعة “، أما الأعمال السعودية فهي طفرة إنتاجيا و أفكارا، لأعود إلى أعمالنا المغربية ” المخربية ” التي من السهل توقع أحداثتها.

من الجانب التقني في الكتابة، و من وجهة نظري، يجب كتابة الأحداث على شكل عوارض أو قصة مترابطة، ثم يتم تقسيمها إلى مشاهد حسب طور القصة مع زيادة بعض التوابل، مع التعمق في صياغة الأحداث ليس التمطيط فيها، لهذا السبب عندما يتم تحويل الرواية إلى فيلم تصبح عملا ناجحا، ليس كما فعل البعض مع ” الخبز الحافي ” الذي أجده عملا جنسيا.

سيسألني أحدهم … لماذا تنجح الأفلام أو المسلسلات الواقعية، الاجابة بسيطة جدا، و الوصفة سهلة جدا، مقاديرها كالتالي :

القليل أو الكثير من الجنس سواء بالكلمات أو الإيحاءات، لأن معظم المشاهدين و لا أقول كلهم مكبوتون جنسيا، سواء متزوج أو لوحده فالجنس، الذي يراه ليس كما يفعله، و ما يقوم به ليس كما يتمناه، فالرجل يحب أن يرى فتاة جميلة تتمايل أماه في الشاشة أو الهاتف، الممتع بالنسبة له، هي أن تظهر له جزء منها، حتى يتسنى له الحلم، أما المرأة فهي كذلك تحب صورة ذاك الرجل الأنيق، رغم أن بإمكانها، أن تحول من ذاك التعيس، الذي ينام بجانبها رجل شاشتها، فهي من تملك الوسيلة لإسعاده، تحويله من آله لجلب المال، كل ما يحتاجه أبناءها، إلى رجل مهم، فالضغوط الحياة هي من تفقد الشغف في الحياة، ثم بعض القبلات التي تعطيها الممثلة للممثل، الذين يمثلون إخوة ( الضرورة الدرامية ) من يضحك على من، من يصدق من، الواقع ضرورة إباحية.

أما المكون الثاني … هي المشاكل الثانوية التي تحدث بين أبطال فرعيين في القصة، الصعوبات التي تتحداها البطلة، ينتاب المشاهد بعض الفضول ليرى نهاية كل مشكلة، رغم أن هناك صوت بداخله يركز على الابتعاد عن هذه التفاهات، ما الفائدة من متابعة رجل يخون زوجته بداعي الحب، و زوجة تضاجع مديرها بداعي واجبها المهني، لكن الصوت الثاني هو من يعطي تبريرات لكل هذه التراهات، يجر الفضول بعض النساء إلى إكمال الأحداث، لهذا قبل انتهاء المشكل الأول يصنعون مشكل ثاني، بعض المضاجعة يأتي الحمل و بعض الحمل يأتي ابن الحرام الذي سيبحث عن أبيه، الذي اغتنى بطريقة غير شرعية، ثم صراعه ليغتني، و ينتقم من أبيه … إلخ، كل عائلة لها مشاكلها، مالي بحالهم و لا يهمني إن تصارعوا، الكلمة التي أردت قولها من هذه السطور هي النميمة ” التبركيك “، ملاحظتي حتى أنتم ستلاحظونها، أن الناس تريد معرفة ما يخفى عنها.

فمثل هذا القوم … إذا قلت له تمنى قوة خارقة، فسيتمنى قوة التصنت على الجيران، حتى يتمكن من معرفة خفاياهم و أخبارهم، خصوصا نساءنا … لأنهن الفئة المستهدفة لتصبح سلعة للبيع، فهل يكفي هذان المكونان أم لديكم إضافات اخرى؟

في النهاية … إن وجدت، أم مجرد فقرة تشير إلى بداية جزء جديد، يجر لعابكم … ما زلنا نحتاج إلى بهارات إضافية كالبطل الوسيم و الأب اللعوب، ذكي، رياضي، غني تعجب به جميع فتيات العالم، هذا مستحيل واقعيا.

شارك المقال شارك غرد إرسال