اخبار

” حموشان وهلالة” نبض الأرض… حين يتحول إلى دراما

من أين تأتي الحكايات؟

من الكلمات أم من الأرض؟

ومن يمنح الدراما صدقها: الورق أم المكان أم تلك الأرواح الطيبة التي تفتح الطريق؟

هنا، بين صخور سكورة مداز وهدوء إقليم بولمان، يولد عمل جديد، عمل يلتقي فيه القلب بالكاميرا، والحكاية بالقدر، ليُكتب “حموشان وهلالة” بروح لا تشبه سوى الجبل.

هناك أماكن لا تحتاج إلى ديكور، لأنها ديكور بذاتها.

وهناك أعمال لا تُصنع داخل الاستوديوهات، لأنها تبحث عن حياة أكبر من الجدران.

وهذا تماماً ما حدث حين وجد مسلسل “حموشان وهلالة” ضالته في سكورة مداز، ذلك الفضاء الجبلي الذي يملك جمالاً برياً يليق بحكاية تولد من عمق الأرض.

العمل الجديد يجمع من جديد الثنائي الذي أثبت حضوره في الدراما المغربية:

الإعلامي والسيناريست أحمد بوعروة والمخرجة المتألقة جميلة بنعيسى البرجي، بمساعدة فاطمة أكلاز وعبد الإله العمري ومصطفى اهنيني، ومدير التصوير إبراهيم أزابار.

ثنائي إعتاد المشاهد المغربي على لمس بصمته في أعمال ناجحة تركت أثرها على القناتين الأولى والثانية، من الرحاليات إلى سوق الدلالة والناس لملاح، واليوم يعودان برؤية مختلفة، أكثر ارتباطاً بالإنسان والقرية والذاكرة الشعبية.

لم يكن إختيار سكورة مداز صدفة، فالمنطقة التي تلامسها الثلوج وتُغلفها الغابات وتحتضن الدواوير الصغيرة، تمنح العمل روحاً لا يمكن استبدالها، هنا تتشكل تفاصيل “حموشان وهلالة”، البراءة التي تُجرح، الحب الذي يتعثر، القدر الذي يتسلل بصمت، والصراع الإنساني الذي ينهض من بين تضاريس الجبل.

ويشارك في هذه المغامرة الفنية نخبة من الممثلين الذين أبدعوا في جمع التمثيل بالحضور:

ياسين أحجام، سارة فارس، عبد الرحيم المنياري، مصطفى اهنيني، سناء بحاج، فاطمة بوجو، إلهام واعزيز، محمد حراكة، حنان الخالدي، مكوار الصديق، طارق الخالدي، بوشعيب العمراني، محمد بندحو، فاطمة الشيخ، حسن أوعسو… وغيرهم ممن اختاروا أن يصعدوا الجبل بحثاً عن الصدق قبل المشهد.

لكن الجمال الدرامي لا يكتمل دون جمال إنساني، فقد كان لاستقبال أهل سكورة مداز أثر كبير في نجاح التصوير؛ ناس طيبون فتحوا بيوتهم وقلوبهم، واحتضنوا الفريق بمحبة حقيقية تُشبه روح الجبل، ولأن الإبداع يحتاج أيضاً إلى الانسجام والتنظيم، فقد وجد العمل دعماً كبيراً من السلطات المحلية:

عمالة إقليم بولمان، الجماعة الترابية، القيادة، الدرك الملكي، دعمٌ سهّل كل مراحل التصوير وضمن سلاسة الحركة داخل المنطقة.

هذا التكامل بين المكان والإنسان والسلطات، جعل من تجربتنا نموذجاً لما يجب أن تكون عليه علاقة الفن بالمجال؛ علاقة احترام وتعاون وتقدير متبادل.

ومع كل لقطة، كانت كاميرا جميلة بنعيسى البرجي تلتقط شيئاً أكبر من الصورة: تلتقط روح المكان.

وكان نص أحمد بوعروة وجميلة بنعيسى البرجي يجد في صمت الجبل ما يكفي ليمنح الشخصيات عمقها وقدرها ووجدانها.

“حموشان وهلالة” ليس مجرد مسلسل إنه عودة إلى الجذور، إلى الطبيعة التي تُعيد تشكيل الحكاية، وإلى الدراما التي لا تبحث عن الإثارة بقدر ما تبحث عن الإنسان.

وهنا، في حضن سكورة مداز، وبدعم أهلها وسلطاتها، واحترافية فريقه الفني والتقني، يبدأ هذا العمل رحلته نحو الشاشة… وإلى قلب المشاهد المغربي الذي ينتظر دائماً بصمة مختلفة، صادقة، ووليدة الجبل.

شارك المقال شارك غرد إرسال